سورة آل عمران - تفسير تفسير الجلالين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا} أي قَبِلَ مريم من أمها {بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} أنشأها بخَلْق حسن فكانت تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وأتت بها أُمها الأحبار سدنة بيت المقدس فقالت: دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لأنها بنت إمامهم، فقال زكريا أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقالوا لا حتى نقترع فانطلقوا- وهم تسعة وعشرون- إلى نهر الأردن وألقوا أقلامهم على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد فهو أولى بها، فثبت قلم زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم لا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ضمها إليه وفي قراءة بالتشديد ونصبـ {زكريا} ممدوداً {وكفّلها زكريا} ومقصوراً والفاعل الله {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المحراب} الغرفة وهي أشرف المجالس {وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يامريم أَنَّى ا} من أين {لَكِ هذا قَالَتْ} وهي صغيرة {هُوَ مِنْ عِندِ الله} يأتيني به من الجنة {إنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} رزقاً واسعاً بلا تبعة.


{هُنَالِكَ} أي لما رأى زكريا ذلك وعلم أن القادر على الإتيان بالشيء في غير حينه قادر على الإتيان بالولد على الكبر وكان أهل بيته انقرضوا {دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} لما دخل المحراب للصلاة في جوف الليل {قَالَ رَبّ هَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ} من عندك {ذُرّيَّةً طَيّبَةً} ولداً صالحاً {إِنَّكَ سَمِيعُ} مجيب {الدعاء}.


{فَنَادَتْهُ الملئكة} أي جبرئيل {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّى فِى المحراب} أي المسجد {أن} أي بأن، وفي قراءة بالكسر [إنّ] بتقدير القول {الله يُبَشّرُكِ} مثقلاً ومخففاً [يبشرك] {بيحيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ} كائنة {مِنَ الله} أي بعيسى أنه روح الله وسُمي (كلمة) لأنه خُلِقَ بكلمة (كن) {وَسَيّدًا} متبوعاً {وَحَصُورًا} ممنوعاً من النساء {وَنَبِيّاً مّنَ الصالحين} روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16